الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

ماراثون العالم.




















[1]

يتساقط الأصدقاء من حولنـا. لا أقصِـد الأصدقاء الحقيقيون، بل الذين كنّـا نعدهم أصدقاءً. يتساقطون أولئكَ الذين كنّـا نعدهم أصدقاء، لنلتفِت لشمسِ الأصدقاء المتوهِـجة. الشمسَ الأكثر دفئًا. الأصدقاء الذين ظننـا أننـا أضعناهم خلال ماراثون هذا العـالم. 
للأصـدقاء الذين يتقاسمون معي أغنيـاتهم الصباحيـة. نصوصهم السريعـة. الصور التي توثِق الأيـام الحلوّة. ابتساماتهم الملوّنـة. المقاطع الصوتيـة القصيرة. لـون اليوم. الاقتباسات من كِتـاب الأسبوع. الحديث عن شاعـرٍ ما. تدوينهم العجول ليومياتهم. و تقاطعاتنـا الفنيّـة. أقول: ابتسِـم، لأنني أشعـر بأنكم الظِل الحقيقي. لأنكم الكتِف المستعِـد لنواحاتِ القلب. و لأن انتصاراتي هي انتصاراتكم. 



[2]

أبحث عن إتزانٍ أكبر. عن إقصاءٍ حقيقي للقلب، لأسيـر خلف ما يمليـهِ علي عقلي
و القلب؟ ورطتي 
الورطـة التي أبحـث لها عن حلٍ جذري
أو نظرةٍ أكثـر شمولية 
و هذا العالم؟ لا يحمِل أكثر من لونين : رمادي و أسـود 



[3]

وقعت ! 
وقعت في فخ قصيـدة. فخٌ محكَـمٌ جدًا، كانت شرارته يوم الجـمعة الماضي و حتى اليـوم لم أستطع أن أهرب منه، أو لأكون أكثر دقَـة لم أودّ أن أهرب. لم أفكر في الهرب. إنهَـا قصيدةٌ واحدة من تلكَ القصائد التي لا تتكـرر بسهولة، تمسِك بالقلب لترَش عليـه الملح. و ابتسِـم أنـا من فرطِ الدهَشـة، من فرطِ المفاجأة، من فرطِ اللاتصديق، من فرطِ الوجع، من فرطِ .. من فرطِ .. من فرطِ الصدق. ابتسامتي الصفراء تعـاد بدّقـة. 
" آخ تبًا ! " أعيـدها بذاتِ الطريقـة في الدقيقـةِ الثالثـة، بينما يدي اليمنَى تحـاول أن تنشـر الطمأنينـة في أرجاء القلب الذي يئن. القلب الذي يشعـرُ بأن اللدغَـة كانت قاسيـة أكثر مما يجب. حفظتهـا عن ظهرِ قلب، تركت أبيـاتها متطايرةٌ بينَ المعلومـاتِ الكيميائيـة البحتَـة.
القصيـدة الفخ ستبقى: سِـرّ. 



[4] 

أنـا الصبيّـة التي ترفِض الروتين بكل ما أوتيت من قوة أتكسّـر أمام الأيـام التي تحشِـرني ضمنَ دائرةٍ ضيّقـة جدًا، لا يتسِع قطرهـا لأكثر من الركض خلف متطلباتِ الجـامعة
معدل قرائتي أنخفض بشكلٍ ملحوظ
القهَـوة : أكسيـرُ الأيـام المزدحمة
نظامي الغذائي اللامكتمل و هزلي أخيرًا 
الـ BBM يبقى بإنتظار اللحظة التي ألتفِت فيهـا لأحاديث الأصدقاء المعلقة
احتفِظ بالأحاديث القصيرة في Draft عوضًا عن فِكرة التغريد بشكلٍ مشتت
الأزرق: سِمـة الأسبوع.


[5]

قلقَـة من شعوري بأن العام الهجـري القادم سيقِف لي كندّ. 
قلقَـةٌ من فكرةِ أن أصرخ في وجـهِ العام الذي سيرحل، ثم أركله بالشتائم. 


[..........!] 

لازلت أفعلها و اكتب. ألوذ لـ "مشاركة جديدة" كلما شعـرت بأني بحاجةٍ لأن أتحـدث، و أقول بعد أن انتهي: أي غريبٍ سيحفَل بتدوين صبيّـة عن أسبوعها الفائت؟ الأسبوع الذي تمدد بين قوسي: الجامعة و أفكاركِ المتشابكة.
ابتسِـموا لختامِ الأسبوع، و استقبلوا الموسيقى.

هناك تعليقان (2):

  1. فاضلتي روان
    من بين الأنواء أتابعك في وعيك العميق وعزيمتك القوية ونبضات قلبك في حرفك تميد، تعبرين في كل ذلك عن جيل التمرد العربي يبحث عن سعده في مجد يعمل بحد سيف العقل حت يطاله،
    لكنك يا فاضلة لم تنظري مليا في عملية الموات التي نتدحرج فيها جميعا بحكم ضعف تعميم الوعي الشبابي حيث أراك تجوزت بيسر غير معتاد الصديق الحقيقي الحقيقي في العقل قبل الفلب، في التفكير قبل الترتيل، في الوعي قبل اللحن
    ولذا أراك ترين الكون رماديا أو أسود، الكون يا فاضلتي فيه كل الألون، أما من يرى فهو عمدا يخفي ما يريد، نحن الانسان بوعينا صناع لون الكون
    ولعلك في الفصيدة السر كنت تكتبين حقيقة الذات التي نهرب منها لا لشيء ألا لغثاء يكاد يطفو على السطح لا يروي أرضا ولا يشفي غليلا، هذا الغثاء سيدتي هو دونك ودون الحلم العربي الذي نعيشه ليل نهار ، فاقتحميه ولا تبالي،
    أيها المتمردة الفاضلة زلزلي يقين الروتين والأيام بجدك الانتاجي من جهة وجدك الإبداعي في الحرف والنغم من جهة ثانية، هذا هو طريق القمة،
    فالعام قد رحل واليوم نحن في تحدي الجديد، والتحدي يلزمه دوما حدة في العز والبصر والصيرة،
    وبناء كل ذلك محله الحقيقي الحوار المفتوح للا قيد ولا شرط، فتقدمي تدقين جدران الخزان ليس لمن جولك فقط وانما للعرب أجمعين،
    مع التقدير والحب

    ردحذف
    الردود

    1. إننـا نهرب مما يقلقنـا للكتابة السطحيـة، للكتابة مثلاً عن: لون اللحظـة، ابتسامة الشجرة، الأزرق في يدِ صبيّـة تشتاق، الأصوات اللاذّعَـة، الأسماء الرباعية، أصدقاء الطفولة الذين لا نحتفِظ منهم بأكثر من الاسم الأول، الـ XS الغائب، الأسود ينطوي في حقيبة، الغريب الذي يشرب قهوته على عجل، صحيفة الأسبوع.
      لقد كنت أهرب، هذا ما أشعرُ بـهِ الآن بعد أن أعدت قراءة ما كتبت.

      أهلاً دومًا د.يوسف : )

      حذف